Saturday, October 24, 2009

الصفحة السوداء للكتاب المقدس

كتاب صادر عن دار الكتاب العربي عام 2006 من القطع المتوسط لمحمد حسني يوسف يحلل فيه المفاهيم النصرانية ويردها إلى أصلها ونشأتها. يستعرض الكتاب لمحة عن الكتاب المقدس (العهد القديم والجديد) ونشؤ فكرة التثليث في العقيدة النصرانية. كما يتناول الجزء الخاص برؤية يوحنا بتفسير مفصل يرجح الكاتب أنها هي البشارة بظهور محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وهي ما يسميها بالصفحة السوداء للكتاب المقدس لأنها تقف شاهدا عليهم. ولمزيد من التفاصيل عن الرؤيا انصح بالرجوع إلى الفصل الثالث من الكتاب

لكنني شخصيا لم اقتنع بالتفسير المعطى للرؤيا في الكتاب خصوصا وان الرؤيا ذاتها لا يمكن الأخذ بها كمرجع وحجة لعدة أسباب منها التحريف والتعديل الذي اعترى نصوص الكتاب المقدس، و عدم وضوح الرموز في الرؤيا وإمكانية اختلاف دلالاتها، أن الرؤيا لم تنقل عن المسيح ذاته وإنما نقلت عن يوحنا وقد تكون مكذوبة.

نبذة عن الكتاب المقدس
يتكون الكتاب المقدس من العهد القديم والعهد الجديد

العهد القديم
يراد بالعهد (الميثاق) أي أن هذه الأسفار (التوراة) تمثل ميثاقا أخذه الله على الناس. والعهد القديم هو معتقد بني إسرائيل وهي عندهم وحي وتنزيل يستمدون منه عقيدتهم وشريعتهم وأخلاقهم. يشتمل العهد القديم على تسعة وثلاثين سفرا (كتابا) حسب الأصل العبري وهي التي اقرها البروتستانت. وهناك بعض الأسفار التي اقرها الكاثوليك ورفضها البروتستانت وينقسم العهد القديم إلى ثلاثة أقسام وهي التوراة والكتب والانبياء

التوراة: أي الشريعة أو القانون. يعتقد بني إسرائيل أنها أسفار موسى عليه السلام وهي خمسة أسفار: سفر التكوين، الخروج، اللاويين، العدد، التثنية. بعض طوائف اليهود كالسامريين لا يعترفون بغير هذه الأسفار في توراتهم

الكتب: تسجيل بعض التقاليد والوقائع التاريخية لبني إسرائيل كتبت من بعد موسى عليه السلام: سفر القضاة، أخبار الأيام الأول، أخبار الأيام الثاني، المزامير، الأمثال وغيرها

الأنبياء: وهي كتب أنبياء بني إسرائيل كتبت من بعد موسى عليه السلام. مثل : سفر يشوع، صموئيل الأول، هوشع، إشعياء، يونان يونس)، أيوب، إرمياء، دانيال وغيرها)

العهد الجديد
يتكون العهد الجديد من سبعة وعشرين سفراً اقرها علماء النصارى في مجامعهم من بين عشرات الكتب الأخرى في القرن الخامس الميلادي. ترجع أقدم النسخ التي لدى الكنيسة من الأناجيل الأربعة إلى القرن الثالث الميلادي

كتب العهد الجديد باللغة اليونانية، ولكن وجدت فيه كلمات باللغة الآرامية ثم نقلت إلى اليونانية. ثم ترجمت إلى السريانية وأخذها نصارى الشام في كنائسهم. ثم كانت الترجمة الانكليزية المعتمدة ونالت هذا الامتياز بنسبتها إلى الملك جيمس، وهي ترجمة بعيدة كل البعد عن الدقة. وتنقسم أسفار العهد الجديد إلى ثلاثة مجموعات

أولا: الأناجيل الأربعة

إنجيل مرقس: أول ما دون من الأناجيل وكتب في روما على الأقل بعد أربعين سنة بعدما دعي بصلب المسيح، والإنجيل الذي بين يدينا اليوم يعتبر نسخة مزيدة ومنقحة. مرقس لم يقابل المسيح ويقال انه ألف إنجيله من ذكريات نقلها له بطرس

إنجيل متى: دون في أنطاكية عام 90 م ويميل بعض العملاء أن هذا الإنجيل من تأليف أتباع متى كتب بالآرامية ثم ترجم إلى اليونانية

إنجيل لوقا: دون في اليونان عام 80 م

إنجيل يوحنا : دون في أفسس مابين عامي 110 و 115 م ولا يوجد عالم من العلماء المتحررين من يعتبر هذا الإنجيل من أعمال يوحنا بن زبدى فقد مات يوحنا شنقا بواسطة افريباس الأول عام 44 م بمدة طيلة سابقة لتاريخ تدوين الإنجيل الرابع. يناقض هذا الإنجيل الأناجيل الأخرى في مئات التفاصيل فهو لا يدعي انه ترجمة لحياة يسوع كباقي الأناجيل وإنما عرض للمسيح من وجهة النظر اللاهوتية بوصفه

كلمة الله وخالق العالم ومنقذ البشر
ثانيا: أعمال الرسل: وهو يحكي تاريخ نشأة الكنيسة وظهور بولس المدعو رسولا

ثالثا: الرسائل المقدسة: إحدى وعشرون رسالة منها أربعة عشرة لبولس وهي بمثابة مواعظ وإرشادات للكنائس

الأناجيل الغير معتمدة وموقف الكنيسة من إنجيل برنابا
هناك الكثير من الأناجيل التي لا تعترف بها الكنيسة سندا للإيمان المسيحي مثل (إنجيل مريم، إرنايوس، توما، يعقوب، برنانبا، اكليمندس) وغيرها. أما إنجيل برنابا فيرجع تاريخ كتابته إلى القرن الخامس الميلادي وقد اصدر البابا جلاسيوس عام 492 أمرا يبين الكتب المنهي عن مطالعتها وفي أعدادها إنجيل برنابا. فإنجيل برنابا أنكر الوهية يسوع وكونه ابن الله، وان الذبيح الذي عزم ابراهيم عليه السلام على تقديمه لله إنما هو إسماعيل وليس إسحاق كما تذكر الأناجيل الأخرى. كما يذكر هذا الإنجيل اسم محمد باللفظ الصريح في أكثر من موضع. يذكر هذا الإنجيل أيضا أن يسوع لم يصلب بل حمل إلى السماء وان الذي صلب هو يهوذا الإسخريوطي الخائن

لقد اطلعت شخصيا على إنجيل برنابا باللغتين العربية والانجليزية. وعلى الرغم من انه قد يكون أقدم الأناجيل ذلك أن برنابا هو أحد تلاميذ المسيح عليه السلام، بحسب الرواية النصرانية، إلا إنني وجدت أن إنجيله قد اعتراه من التحريف ما اعترى الأناجيل الأخرى ولا يمكن استخدامه كحجة. ومن المحتمل أيضا أن لا يكون برنابا هو الذي دون هذا الإنجيل إنما احد تلاميذه أو أن يكون دون بعده بزمن بعيد ثم نسب إليه

أما بالنسبة ليهوذا الاسخريوطي، فلقد ورد في كتاب حسن حمدي (إنجيل يهوذا الاسخريوطي والبحث عن خائن المسيح) انه اكتشف حديثا في احد الكهوف المصرية وتحديدا في مايو 1981 مخطوطة لإنجيل نسبت روايته إلى يهوذا الاسخريوطي. الكتاب صادر عن دار الكتاب
العربي 2007.

الأناجيل لا يعول عليها
تم تصنيف الأناجيل بعد انقسامات مبكرة للنصارى إلى عدة طوائف مختلفة ولم تكن الأناجيل الأربعة الوحيدة التي دونت في القرون الأولى من العصر المسيحي. فكان من بين الأناجيل ما دون بالآرامية وكان يستخدمها الناصريون (سكان مدينة الناصرة موطن المسيح) وهؤلاء استنكروا أن يكون يسوع هو الإله المتجسد وأيقنوا انه مجرد نبي عظيم بينهم. لكن الكنيسة أعلنت أن هذه الأناجيل ما هي إلا هرقطات.

ولا زالت إلى الآن تجري تغييرات في نصوص الأناجيل حتى ما بين الطبعات المختلفة للنسخة الواحدة كالطبعة الأولى للملك جيمس وما تلاها من تغيرات في الطبعات اللاحقة. فإن البرفسور دوملو الأستاذ بجامعة كامبردج كتب في موسوعته الشهيرة في تفسير الكتاب المقدس

إن الناسخ في بعض الأحيان يضع في النص ما لم يكن فيه
لا وجود لنسخة الإنجيل الموحى به إلى يسوع المسيح في حياته
إن الأناجيل التي دونت ما بين عام 70 و 115 م تحتوي على مادة قد حدث التصرف فيها
لا احد من الكتاب الذين دونوا الأناجيل عرف المسيح أو استمع إليه مباشرة
كتبت الأناجيل باليونانية بينما كان المسيح يتحدث الآرامية
انه يوجد خلافات جسيمة بين المخطوطات المختلفة للأناجيل المحفوظة

أثر اليهود في تحريف المسيحية ووصولها إلى أوروبا

لقد كان لليهود اثر بارز في انحراف النصرانية ووصولها إلى ما آلت إليه في عقيدتها. فقد حاول اليهود منذ البداية اجتثاث النصرانية من جذورها، إلا أنهم لم يستطيعوا فلجأوا إلى أسلوب الدس والتحريف ليصرفوا رسالة المسيح عن القصد الأساسي التي جاءت به ويجعلوها دعوة عالمية وانحرافها عن كونها دعوة خاصة ببني إسرائيل

يرجع الفضل في انتشار المسيحية في ربوع الإمبراطورية الرومانية إلى رحلات بولس (اليهودي المتنصر) في آسيا وأوروبا. كما يرجع إليه الفضل في اعتناق الإمبراطور الروماني قسطنطين المسيحية

كان بولس يدعى (شاول) وهو اسم عبري، ولد في مدينة طرسوس اليونانية من أبوين يهوديين. تربى على يد غمالائيل حبر من أحبار اليهود. لم يرتاد بولس الأروقة العلمية أو يدرس الكتب اليونانية ذلك أن اليهود كانوا يمنعون أن يتأدبوا أبنائهم بالأدب اليوناني، وهذا يفسر لغته اليونانية الركيكة في رسائله

ولكن بولس قد تمتع بصفات خلقية لعبت دورا مميزا خصوصا بعد تنصره، فكان عقله من طراز شائع بين اليهود، وكان فيه من الخيال ونفاذ البصيرة أكثر مما فيه من نزاهة الحكم

ويذكر الإصحاح التاسع من سفر الأعمال قصة التحول المفاجئ لبولس من اليهودية إلى النصرانية. فقد كان بولس يهوديا متشددا يعلن عداءه للدين الجديد، وما لبث إلا أن تحول إليه فجأة. هناك من قال أن بولس تنصر بمعجزة إلهية، ومن قال انه كان يعاني من الصرع. وكان بولس أول من وصف المسيح بابن الله، فهو أمر لم يسمعه احد من المسيح عليه السلام أو تلاميذه

أرسل بولس رسائله إلى الأمصار ولم يستشر أحدا من تلاميذ المسيح عليه السلام. فلقد صرح بولس بنفسه انه لم يتعلم من الحواريين شيئا، فما هي مصادر معلوماته ودعوته؟

وما أن رأى انتشار الدين الجديد حتى خشي الإمبراطور الروماني قسطنطين على ملكه وآثر اعتناق هذا الدين حتى تتوسع رقعة حكمه ويبسط سلطته على كل الأراضي المسيحية خصوصا وان المسيحيين قد ذاقوا الأمرين في عهد من سبقوه من الأباطرة الرومان. ونظرا للخلاف الذي لا يزال قائما حول ألوهية يسوع ونبوته، خصوصا بعد البلبلة التي أحدثها بولس في العقيدة المسيحية، دعا الإمبراطور قسطنطين إلى مجامع كنسية لحسم الخلاف ولجمع المسيحيين على عقيدة واحدة

وهكذا اجتمع في عام 325 م في مجمع نيقية 2048 أسقفا كان منهم 338 فقط يزعمون ألوهية المسيح. وعلى الرغم من كونهم أقلية فقد انتهى المجمع بانحياز الإمبراطور إلى القول بإلوهية المسيح وحرق كل ما هو مكتوب بخلاف ذلك. وعلل الباحثون قول قسطنطين بألوهية المسيح انه كان إرضاء لغالبية شعب الإمبراطورية من الوثنيين إضافة أن فكره لا يزال وثنيا

ومن ابرز الفرق التي عارضت تأليه المسيح فرقة الآريوسيين التي اعتبرها النصارى فيما بعد فرقة ضالة ولقد حكم قسطنطين على آريوس وعلى كل الأساقفة الذين رفضوا التوقيع على صيغة ألوهية المسيح باللعنة والنفي وصدر مرسوم إمبراطوري بحرق كتبهم وأن إخفاء أي كتاب منها جريمة يعاقب عليها بالإعدام

وكان في خطاب محمد صلى الله عليه وسلم إلى هرقل قيصر الروم إشارة إلى ذلك

"بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد بن عبد الله إلى هرقل عظيم الروم
أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين فان توليت فان عليك إثم البريسيين" وفي رواية صاحب الفتح "الآريسيين"

وينقل العقاد أن دعاة الإصلاح في القرن السادس عشر قد أعادوا البحث في الوهية المسيح فظهر مذهب الموحدين الذي نشأ في بولونية وقرر أن الإله لا يحل في البشر وان المسيح عليه السلام إنسان كسائر البشر.

Sunday, October 18, 2009

The Best Quotes from the Very Quotable Man and Superman by G. B. Shaw

I spent a very lovely time during my summer break with one of Shaw's finest plays: Man and Superman, not to mention that I never cease applying the word "finest" to every last piece of him I read, probably till I exhaust them all. It was first applied to Arms and the Man, then to Pygmalion, and later to Saint Joan. I have to admit, though, that Candida and Major Barbara are never, and probably will never, be crowned "finest" by me. Besides, there is always something about Shaw's endings, aka denouements, that leave me unsatisfied; in other words, his "catharsis" does not "purge." He, being more a core-shaker than a problem-solver, strikes the nerves and leaves the wounds unhealed.

Anyway, if you haven't read Man and Superman, the following quotes would be good to begin with.


"The more things a man is ashamed of, the more respectable he is. Why, you're ashamed to buy my book, ashamed to read it: the only thing you're not ashamed of is to judge me for it without having read it" (I)

"that's the devilish side of a woman’s fascination: she makes you will your own destruction" (I)

"It’s so hard to know what to do when one wishes earnestly to do right" (I)

"I had become a new person; and those who knew the old person laughed at me. The only man who behaved sensibly was my tailor: he took my measure anew every time he saw me, whilst all the rest went on with their old measurements and expected them to fit me" (I)

"When you go to heaven, Ann, you will be frightfully conscious of your wings for the first year or so. When you meet your relatives there, and they persist in treating you as if you were still a mortal, you will not be able to bear them. You will try to get into a circle which has never known you except as an angel" (I)

"It is this consideration of other people—or rather this cowardly fear of them which we call consideration—that makes us the sentimental slaves we are" (I)

"Sherbrooke Road is a place where boys learn something: Eton is a boy farm where we are sent because we are nuisances at home, and because in after life, whenever a Duke is mentioned, we can claim him as an old school-fellow" (II)

"Abnormal professions attract two classes: those who are not good enough for ordinary bourgeois life and those who are too good for it. We are dregs and scum, sir: the dregs very filthy, the scum very superior" (III)

"THE STATUE: My dear: I am so much more admired in marble than I ever was in my own person" (III)

"Man measures his strength by his destructiveness… The highest form of literature is the tragedy, a play in which everybody is murdered at the end" (III)

"They are not beautiful: they are only decorated. They are not clean: they are only shaved and starched. They are not dignified: they are only fashionably dressed. They are not educated: they are only college passmen. They are not religious: they are only pewrenters. They are not moral: they are only conventional. They are not virtuous: they are only cowardly. They are not even vicious: they are only “frail.” They are not artistic: they are only lascivious. They are not prosperous: they are only rich. They are not loyal, they are only servile; not dutiful, only sheepish; not public spirited, only patriotic; not courageous, only quarrelsome; not determined, only obstinate; not masterful, only domineering; not self-controlled, only obtuse; not self-respecting, only vain; not kind, only sentimental; not social, only gregarious; not considerate, only polite; not intelligent, only opinionated; not progressive, only factious; not imaginative, only superstitious; not just, only vindictive; not generous, only propitiatory; not disciplined, only cowed; and not truthful at all: liars every one of them, to the very backbone of their souls" (III)

"I've noticed, madam, that every thousand dollars an Englishman gets seems to add one to the number of people he’s dependent on" (IV)

"We all lie; we all bully as much as we dare; we all bid for admiration without the least intention of earning it" (IV)

Saturday, October 17, 2009

مختصر كتاب النقد الثقافي: قراءة قي الأنساق الثقافية العربية لعبدالله الغذامي

لقد أدى النقد الأدبي دورا مهما في الوقوف على جماليات النصوص وفي تدريبنا على التذوق الجميل النصوصي ولكنه أوقعنا في حالة من العمى الثقافي التام عن العيوب النسقية من تحت عباءة الجمال الشعري والبلاغي حتى صارت نموذجا يتحكم فينا ذهنيا وعمليا. وبما أن النقد الأدبي غي مؤهل للكشف عن هذا الخلل فان الدعوة هي بإحلال النقد الثقافي مكانه. وتحويل المهمة من نقد النصوص إلى نقد الأنساق. فالنسق الثقافي يتحرك في حبكة متقنه وهو خفي ومضمر ويستخدم أقنعة كثيرة وأهمها قناع الجمال اللغوي. وتحت قناع البلاغة وجماليتها تمر الأنساق آمنه مطمئنة من تحت هذه المظلة الوارفة.

النسق الناسخ: (اختراع الفحل)
في الشعر العربي جمال وأي جمال ولكنه ينطوي على عيوب نسقية خطيرة، نزعم أنها كانت السبب وراء عيوب الشخصية العربية ذاتها، فشخصية الشحاذ والكذاب والمنافق والطماع من جهة، وشخصية الفرد المتوحد فحل الفحول ذي الأنا المتضخمة النافية للأخر من جهة أخرى هي من السمات المترسخة في الخطاب الشعري العربي. هل المتنبي مبدع عظيم أم شحاذ عظيم؟ أم الاثنان معا؟ وهل في ثقافتنا علة أو علل نسقية تجعلها خطابا منافقا ومزيفا، غير واقعي وغير عقلاني؟

لا ريب أن الاختراع الشعري الأخطر في لعبة المادح والممدوح قد جلب منظومة من القيم النسقية التي تقوم أول ما تقوم على الكذب، مع قبول الأطراف كلها من مادح وممدوح والوسط المزامن والملاحق للعبة التكاذب والمنافقة. وعلى الرغم من وجود صفات أخلاقية وجمالية راقية في الشعر يحسن بنا أن نتعلمها، الا ان فيه صفات لها من الضرر ما يجعل الشعر احد مصادر الخلل النسقي في تكوين الذات، ولنتصور الصور الثقافية التالية: شخصية الشحاذ البليغ (الشاعر المادح)، شخصية المنافق المثقف (الشاعر المادح ايضا)، شخصية الطاغية (الأنا الفحولية في الشعر)، شخصية الشرير المرعب الذي عداوته بئس المقتنى (الشاعر الهجاء).

ومع ان الشعراء يقولون مالا يفعلون، فإن اللافاعلية هنا هي إحدى عيوب الخطاب، لأنها تسلب اللغة قيمتها وترفع عن الذات مسؤوليتها عما تقول.

والقيم الشعرية هي قيم في البغي والاستكبار والفخر بالأصل القبلي، وهذه هي الحال منذ عمرو بن كلثوم المتباهي بالظلم والتسلط، الى زهير بن أبي سلمى الحكيم الذي يقول إن من لا يظلم الناس يظلم. حينما يقول جرير:
أنا الدهر يفنى الموت والدهر خالد فجئني بمثل الدهر شيئا يطاوله
حينما يقول ذلك فانه يستند إلى رصيد ثقافي متجذر تقوم فيه الأنا مقاما جوهريا، والانا هنا هي الأنا النسقية الثقافية المغروسة في ذهن جرير. ولقد كانت البداية مع ما قاله الفرزدق:
فاني أنا الموت الذي هو ذاهب بنفسك فانظر كيف أنت محاوله
الأصل للأنا الفحولية هنا هي (النحن) القبلية النافية للآخر بالضرورة الوجودية، وهنا نذكر القصيدة الناسخة والمؤسسة لهذه الذات الشعرية بالعودة إلى معلقة عمرو بن كلثوم:
لنا الدنيا ومن أمسى عليها ونبطش حين نبطش قادرينا
بغاة ظالمين وما ظُــــلمنا ... ولكنـــا سنبــدأ ظـــالمـــــينا
إذا بلغ الفطام لنا رضيعا... تخر له الجــبابر ساجـدينا
ونشرب إن وردنا الماء صفوا... ويشرب غيرنا كدرا وطينا
ترانا بارزين وكل حي .... قد اتخذوا مخافتنا قرينـــــا
ألا لا يجلهن احد علينا... فنجهل فوق جهل الجاهلينا

فالشعراء هم الناس، كما يقول احمد شوقي متكلما بصوت النسق، فهم الناس ومن عداهم ليسوا ناسا، حسب الدلالة الحصرية للجملة:
جذبت ثوبي العصي وقالت... انتم الناس ايها الشعراء

أما المتنبي فهو المترجم الأكبر للضمير النسقي والذي جعلناه شاعرنا الأول:
واني النجم تهتدي بي صحبتي.... إذا حال من دون النجوم سحاب

ويقول أيضا:
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي .... وأسمعت كلماتي من به صمم

ومنذ البدء كان المتنبي سليل النسق ففي مطلع حياته قال أبياته التي ظلت هي العلامة الفارقة له:
أي محل ارتقي... أي عظيم اتقي
وكل ما خلق الله ... ومــالم يخلق
محتقر في همتي... كشعرة في مفرقي

ويقتبس نزار قباني مع هذا القول كلمة كروتشه في مقدمة ديوانه: "على الناقد أن يقف أمام إبداعات الفن موقف المتعبد لا القاضي" . وهذا كلام يحمل مرجعية نسقية واضحة فأجداد نزار المؤسسون للنسق كانوا يتصرفون بطبقية صارمة ضد الرأي المخالف وينكرون على غير الشاعر الاعتراض على السيد الفحل.

صار الشاعر يؤمن بمركزيته وانه ضروري للكون ولولاه ولولا شعره لما سارت الحياة ولما أدرك الناس حقائق الحياة، وهذا ابن الرومي يقول:
وما المجد لولا الشعر إلا معاهد .... وما الناس إلا أعظم نخرات

ومثله أبو تمام الذي يقول:
ولولا خلال سنها الشعر ما درى ... بغاة الندى من أين تؤتى المكارم

الأب الأول:
مر بنا من قبل قول ابن المقفع أن الأوائل أكبر أجساما وأرجح عقولا، وبما أنهم كذلك بالضرورة النسقية أعلم وأحكم. وهذا تصور نسقي متجذر حتى لنجد المثل الشعبي يقول: أكبر منك بيوم أعلم منك بسنة. وعرف أرسطو بالمعلم الأول وليس لمن يأتي بعده إلا أن يكون المعلم الثاني بعد أن تخصص الأقدم بالأفضلية المحسومة. وفي سلك سلم الطبقات تأتي القبيلة في موقع أسمى من المدينة، وشعراء البادية أرقى من شعراء القرى والمدن وترى عبارة (فلان ابن أصول) و (فلان لا أصل له) كنتيجة لهذا المفعول النسقي. وانك لتجد الديدن الاجتماعي تسمية الحفيد باسم جده والحفيدة باسم جدتها أملا أن يستفيد الخلف من مزايا السلف. يتعزز إذن مفهوم الأول باسم الأصل وبذلك يجري القياس عليه وهذا هو سبب العودة إلى النموذج الشعري الجاهلي مع مطلع العصر الأموي لأنه النمط الأبوي القبلي.

وكنتيجة لهذا التصور فان التربية الثقافية تعزز من فكرة الحفظ، من حيث أن ما لدى الأوائل ارقي من كل ما يمكن أن يفعله اللاحقون وهذا يتطلب جمع وتدوين وحفظ كل حكم الأوائل. وبهذا صارت ملكة الحفظ هي الأهم تربويا بما أنها هي الآله التي تحقق للنسق الاستمرار. حتى أن الجاحظ لم يجد بدا من أن ينسب مؤلفاته في أول أمره إلى أسماء من الأوائل لكي يسوقها.

وينتهي الأمر ثقافيا بأن المعنى في بطن الشاعر، وهي المقولة التي تتكرر بصيغ مختلفة معبرة عن وجود طبقة من العارفين والمحتكرين لحق المعرفة دون سواهم من البشر.

صناعية الطاغية:
عبر هذه العمليات التي ظلت تتولد وتتراكم غير مراقبة ولا منقودة جرى تخليق نوع من الأصنام البلاغية ذات السلوك المترسخ، من حيث تضخم الأنا ومنح الثقافة الشعرية مزايا وصفات متعالية وتنزيهها من النقد. وهذا أسهم إسهاما فعالا في صناعة شخصية الطاغية وصار بمثابة التبرير الأخلاقي لأي سلوك أناني متجبر لا يقيم اعتبارا للآخر وسيلته مع الخصم هي السحق والإلغاء.

إن ظهور الممدوح ظهر عبر ظهور ملك غساني أو مناذري اعتلى كرسي الحكم واكتسب وجاهة خاصة إذ لم يعد شيخ قبيلة، غير انه ما زال يؤمن بالقيم القبيلة كالشجاعة والكرم، إلا أن هذه الصفات توجد لدى غيره من فرسان العرب ومن هنا لابد من تمييزه عن هؤلاء لكي يكتسب أحقية لا يشاركه فيها الآخرون، وهو مستعد لشراء هذه الصفات ودفع المال من أجلها.

هناك علامة كاشفة تدل على مدى الخراب النسقي الذي أحدثه الشعر في سلوكيات الثقافة، وذلك في حادثة تولي عمر بن عبد العزيز الخلافة، حيث جاء الشعراء إلى ديوانه محملين بالمدائح غير أنهم رأوا العزوف من ذلك الخليفة الصالح عن تلك البضاعة المغشوشة.

إذا ما تمعنا في الموروث الأدبي نجد وبحسرة بالغة أن الثقافة العربية تمنح المنزلة الأعلى لأسوء أنواع الشعر من حيث القيمة الإنسانية، فالشعر الفحل هو شعر المديح والهجاء والفخر، ويستصغرون شعر الرثاء، حتى وصفوه بأنه شعر نسائي.

ومثالنا سيكون صدام حسين وهو الذي نشأ سياسيا ليكون فردا في حزب، إلى أن بدأت الأنا تتحول من أنا تدخل في حزب إلى أنا تشعر بأنها هي الحزب. وحينما ننظر في معجم صدام نلحظ التطابق مع النموذج الشعري النسقي، فهو لا ينتسب إلى العالم بمقدار ما ينتسب العالم إليه. فهو ليس عراقيا بقدر ما يكون العراق صداميا، فالجيش هم جنود صدام، ومعركتهم هي قادسية صدام، وحربه هي أم المعارك، ويوم ميلاده عيد ميلاد للعراق وإجازة رسمية. في ثقافته، كما هي ثقافة النسق، لا مكان للمعارضة ومخالفة الرأي والأخر دائما قيمة ملغية. وكذا تحول مفهوم المواطنة ليعني الوفاء للزعيم كذات سلطوية ولا علاقة لذلك بالوطن كقيمة إنسانية.

اختراع الصمت:
في الأصل كان الكلام والكلام للإنسان ليس تعبيرا نفعيا ولكن ضرورة فطرية. والكلام ليس مخترعا ثقافي بل الصمت هو المخترع الثقافي. فالكلام صفة غريزية في الإنسان وعجزه عنها علة تطرأ عليه إما لمرض أو لأسباب قمعية. هنا بدأت تنشأ الشروط على الكلام وصار من شروط الخطيب أو الشاعر أن يتكلم باسم قومه وحسب شروطهم. فالذي لا تفوضه الجماعة للحديث يجب عليه الصمت. ويسرد لنا الجاحظ قائمة بالصفات التي تطلقها الثقافة على من يصمت من باب تحبيب الصمت للناس، ومن ذلك تسمية الصامت حليما، والساكت لبيبا، والمطرق مفكرا.

إن الأدب النسقي يقتضي عدم مواجهة الفحل، ولزوم الصمت أمامه، حتى ولو أخطأ فان اخطأ الفحول صواب مجازي فان ما لا يجوز لغيرهم يجوز لهم، فهم أمراء الكلام تحصنهم الثقافة بكل وسائل الحماية. فالمأمون نكل بكل من لا يقولون بقضية الاعتزال، لا لشيء إلا لأنهم لا يقولون كما يقول السيد الرئيس. وهذا النموذج الذي سنته الأعراف الشعرية الأولى لو يعد معيبا أو مخجلا لان التجربة الشعرية ظلت تضخه فينا عبر أقنعة الجماليات. وتتضح العلاقة العضوية بين المثال الشعري والسلوك عبر التمثل بالشعر واستدعائه ليكون سندا في اتخاذ القرار. فالسفاح والمنصور والرشيد والمأمون كانوا يجدون في الشعر مصدرا للرؤية، وما من قرار يتخذ إلا وكان رديفه بيتا من الشعر.

رجعية الحداثة (عودة الفحل):
ظهر مشروع الشعر الحر (قصيدة التفعيلة) كمسعى لكسر عمود الفحولة وإحلال نسق بديل ينطوي قيم جديد تنتصر للمهمش والمؤنث والمهمل وتؤسس لخطاب إبداعي جديد له سمات منفتحة على عناصر الحرية والإنسانية. وان كان بدر شاكر السياب مع نازك الملائكة يمثلان مشروعين لكسر العمود والتأسيس لخطاب جديد، فان نزار قباني وادونيس يعيدان روح النسق الفحولي للشعر الحر بكل سماته وصفاته الفردية المطلقة والتسلطية ويحققان بذلك عودة رجعية إلى النسق الثقافي القديم المترسخ.
ولكي نتصور ذلك لنعد غالى نزار قباني في اول ديوان له حيث نقرأ في الصفحات الأولى للديوان قوله المنطوي على غلو صارخ وتفحيل مبكر:"ماذا نقول للشاعر، هذا الرجل الذي يحمل بين رئتيه قلب الله، ويضطرب على أصابعه الجحيم، وكيف يعتذر الإنسان الإله الذي تداعب أشواقه النجوم".
مثل هذه المقولات تتصدر مشروع نزار قباني الذي يجري وصفه في ثقافتنا على انه مشروع تحرري وتنويري، مع شي من العمى الثقافي في وعينا النقدي. فهاهو ينصب نفسه مانحا عبيده القراء والقارئات لجنات هي جناته ولنيران هي نيرانه، فيقول:
إني خيرتك فاختاري
مابين الموت على صدري
أو فوق دفاتر أشعاري
لا توجد منطقة وسطى
ما بين الجنة والنار
ثم يتصاعد به الموقف إلى لحظة التوحد التام مع الذات عابدة / معبودة:
مارست ألف عبادة وعبادة... فوجدت أفضلها عبادة ذاتي

وكان نزار يدرك فداحة الموقف مما جعله يقول:
وذنوب شعري كلها مغفورة ... والله جل جلاله التواب


هذه الذنوب لا يغفرها نزار لنفسه فحسب، بل إن الثقافة ذاتها اتخذت لنفسها قاعدة متعالية بتجاوز أخطاء الفحول وغفرانها لهم. وهو- بحسب تعبيره- المتفرد الصانع الواهب فحل الفحول وشهريار العالم الذي لولاه لما صارت الأشياء ولولاه لانهار الكون:
إن كنت أرضى أن احبك
فاشكري المولى كثيرا
من حسن حظك
ويقول:
واشكريني مرة ثانية
كلما جاء ربيع أو شتاء
فبدوني لن تكوني قمرا
يسكب الفضة والثلج
على نار المساء

مشكلتنا أمام شعر كهذا أننا استسلما لقاعدة نقدية بلاغية تمنعنا من النظر في عيوب الشعر لانها تحرم علينا مسائلة الشاعر عن أفكاره وتحدد لنا مجال الرؤية في ما هو جميل وبلاغي. والرخصة الوحيدة هي في النظر الى العيوب الشكلية في الأوزان والقوافي. هذا ما تدربنا عليه ثقافيا مما يمثل مؤامرة جماعية ضد العقل والذوق تقبلناها وخضعنا لها.

هل لنا أن نفترض السؤال التالي: ماذا لو أن الجمهور العربي انصرف عن شعر نزار أثناء حياته وقاطع أمسياته. إن الجمهور الراضي والمصفق يربي سيده على مزيد من الغلو والغرور. والعلة ليست في نزار بذاته، فهو ناتج نسقي للثقافة.

ولد الفتى علي احمد سعيد ولادة طبيعية وعاش حياة شعبية لم يعرف فيها مدرسة ولا كتابا، إلى أن تعرف إلى الأبجدية في العشرين من عمره تحول إلى (ادونيس)، وهو اسم يحمل مضامينه الوثنية التفردية والمتعالية. وما إن تشرع في قراءة نصوصه تصدمك الأنا الأدونيسة المسرفة بالتعالي الأسطوري. فهي ترى أنها: "أنا العلم مكتوبا، أنا المعنى، أنا الموت، أنا سماء، أنا النور، أنا الأشكال كلها، أنا الداعية والحجة". وتبلغ الذات حدا من الثقة المطلقة فتسأل: "أيتها الشمس ماذا تريدين مني؟"
فما كان مشروع ادونيس إلا مشروعا في تغيير المجاز فحسب وليس الحقيقة، فقد ظلت الحقيقة الشعرية عنده كما هي نسقا لم تتغير.

إن الخلل الثقافي في النقد والاستقبال الأدبي هو في عدم التمييز بين الجمالي المجازي من جهة وبين العلامات النسقية الثقافية من جهة أخرى، وتكتفي الممارسة الأدبية بالتذوق الجمالي متعامية عن عيوب الخطاب ومشاكله النسقية.



الغذامي، المركز الثقافي العربي: بيروت، 200.

Islam and the West A Conversation with Jacque Derrida (A Book Review)

The title of Mustapha Cherif’s Islam and the West: A Conversation with Jacque Derrida caught my attention especially with the name of Derrida the deconstructionist on the cover page. The book is published in 2008 and translated from French to English by Teresa Fagan. The title, however, does not resonate with its content which appears to be more political with a subtle hint of philosophy.

“Ignorance is the primary cause of hatred,” Jack Derrida states in his interviews with Cherif in Spring 2003, a recurrent idea in most of modern philosophers’ discussions. The conversation opens with Derrida’s wish to be remembered as an Algerian expressing his deepest feelings about Algeria prior to his death and wanting the reader to believe that, even as a master of deconstruction, he had a dream of an Algeria in which French and Algerians could live together in harmony. “Nostalgerie” was a term he developed to describe his affections to Algeria. Growing up as a Franco-Algerian Judo-Arab Jew, Derrida admits that the cultural heritage he received there inspired his philosophical orientation. He was deprived of the chance of learning Arabic language or history because it was a ban in schools in Algeria at that time.

He stresses the clash between the Northern and the Southern shores. Considering himself part of the southern shore, Derrida assumes that it is shocking to see the dominant rationalist atheist discourse in the North makes inappropriate criticisms of Islam. A certain West orders others to line up along with their dehumanizing model, which in his opinion is an “unbalanced restrictive model.” The universality of democracy, he assumes, can not be achieved by imposing it with violence, but with an open dialogue of equal partners without one having un upper hand. The major problem of the West according to him is that westerners are led to believe that belief in general is an obstruction to modernity, and only secularism and scientism can replace faith with emancipation. However, all the concepts of modernity and civilization are created according to western standards, with an utter “refusal of dialogue and negotiation.” “ The law of the UN, the Security Council, are founded on Western concepts” he says, “and I have a tendency to challenge that. I’m thinking of Aznar, Berlysconi, Blair, have attempted to drag all of Europe behind the United States.” Derrida ironically questions how westerners now confuse Islam with terrorism, when only a few decades ago no one confused the Colonial State with Christianity. The current international system led only to more poverty and fake democracy:

The Third World has become a Fourth World, and poverty there has become extreme poverty. For a third to a quarter, it is almost a Zero World, a sort of ‘absence of world’ people that we have before our eyes. The gap between rich and poor countries sometimes reaches a difference of one to ten, which makes them often incomparable… In the North, we witness the creation of wealth and policies followed by societies of unlimited consumption without any control over their needs. In the South, we experience the impoverishment of many populations deprived of the conditions of even a decent life… this leads to harmful imbalances, to inequalities and fractures, and reinforces the law of the strongest, while at the same time we hear of globalization, human rights and democracy.

The western awareness of its superiority over the underdeveloped eastern world is party due to the western supremacy in technology that has widened the gap between the two worlds. Derrida thinks it is unfair to contrast cultures because it eventually leads to “questionable political divisions through violence.” The international law should be universal and not a monopoly of one part of the world. Both parts, East and West, should take parts in discovering a common universal law:
The will of domination and the egotism of certain Westerners, fed by technological supremacy, the imperatives of the market, and the retreat of interknowledge, make our burdens the following: the deformation of our values, the politics of doubles standards; the refusal and hesitations of the Northern shores to engage in a true dialogue, to imagine true negotiations, and finally, the insufficiency of aid to the South.

After spotting some aspects of the problem, Derrida suggested in what in his opinion could be the possible solutions. Starting a dialogue, regardless of who takes the initiative, should be the first step. Yet, this dialogue has to be conducted under certain conditions in which no constrains or use of force are practiced. A dialogue can be reestablished when each party tries to understand the other within its own religious and cultural background. “I cant not address the other, whoever he or she might be, regardless of his or her religion, language, culture, without asking that other to believe me and to trust me. One’s relationship to the other, addressing the other, presupposes faith, ” Derrida states.

The key argument of the book is the necessity of accepting the plurality in Islam as well as in the West, and accepting the idea of plurality and not unity as the source of advancement and harmony. His deconstructional point is clear in this part: he attempts “to deconstruct the European intellectual construct of Islam” and emphasizes that civilization and community are not about sameness but difference.

Derrida did not say much about Islam in this conversation as he was trying to objectively state a philosophy of any kind of clash between civilizations of the past, the present, or the future. However, he viewed Islam and Muslims without external prejudice. He thinks that West and East are now living in a state of intolerance of their differences, or at least in an absence of dialogue. The propaganda of the clash of civilizations and the ambition of the primary world power creates a situation of disorder and hatred towards Islam. He expresses his sadness that today, extremists from both sides have more influence than men and women of peace. “The majority of Muslims live their faith peacefully; they refuse the howling of the wolves who call for intolerance… We all are, believers and nonbelievers, caught up in the same movement of the world.” Muslims of today are attempting to resists against injustice and “de-signification” of the world. To some, this resistance is an intolerable dissent.

The book was a short strip and pleasant to read. It is always good to read some positive thoughts when the world is full of contradictions and negativity. As human beings, there is always a chance for us, no matter how vast the gap between us is, to eventually think alike and to come to the same conclusions. After all, and I am quoting Derrida here, “one can not happen without the other.”